الشاي الأخضر ودوره في تخفيف القلق العام

لقلق العام (GAD) هو اضطراب نفسي شائع يتسم بشعور دائم وغير مبرر بالقلق والتوتر. وفي ظل تنامي الاعتماد على العلاجات الطبيعية والمكملات الغذائية، برز الشاي الأخضر كأحد المشروبات التي يُعتقد أن لها تأثيراً مهدئاً ومفيداً للصحة النفسية. فهل يمكن أن يكون الشاي الأخضر خياراً فعّالاً لتخفيف أعراض القلق العام؟

ما هو الشاي الأخضر؟

الشاي الأخضر يُستخرج من أوراق نبات الكاميليا الصينية (Camellia sinensis)، ويتميز بمروره بأقل قدر من المعالجة مقارنةً بأنواع الشاي الأخرى، مما يحافظ على تركيز عالٍ من المركبات النشطة والمغذيات الدقيقة.

المركبات النشطة في الشاي الأخضر وتأثيرها على القلق

1. الثيانين (L-Theanine)

ما هو؟ حمض أميني فريد يوجد بوفرة في الشاي الأخضر.
الدور في تقليل القلق:
- يحفّز إفراز موجات ألفا في الدماغ، والتي ترتبط بحالة الاسترخاء واليقظة الهادئة.
- يعزز من مستويات السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان يرتبطان بتحسين المزاج وتقليل التوتر.

2. الكافيين (بجرعات خفيفة)

الكافيين الموجود في الشاي الأخضر أقل بكثير من الموجود في القهوة.
عند دمجه مع الثيانين، يمكن أن يُحسِّن التركيز ويُقلل من الشعور بالإرهاق دون التسبب في فرط التحفيز أو زيادة التوتر كما قد يحدث مع القهوة.

3. مضادات الأكسدة (مثل EGCG)

الشاي الأخضر غني بمركبات البوليفينول، وعلى رأسها EGCG (Epigallocatechin gallate).
تحارب مضادات الأكسدة الإجهاد التأكسدي، والذي يرتبط بزيادة فرص الإصابة باضطرابات المزاج والقلق.

هل هناك دراسات تدعم دور الشاي الأخضر في تخفيف القلق؟

نعم، أظهرت بعض الدراسات أن تناول الثيانين، سواء في الشاي الأخضر أو كمكمل غذائي، قد يساعد في تخفيف القلق وتحسين الأداء العقلي في حالات التوتر.

دراسة منشورة في عام 2019 وجدت أن استهلاك 200 ملغ من L-theanine يومياً ساعد المشاركين على تقليل مستويات القلق وتحسين نوعية النوم.
دراسة أخرى أشارت إلى أن الاستهلاك المنتظم للشاي الأخضر كان مرتبطاً بتحسين الحالة المزاجية وتقليل مؤشرات التوتر النفسي.

كيف تستهلك الشاي الأخضر للاستفادة من خصائصه المهدئة؟

الكمية الموصى بها: من 2 إلى 3 أكواب يومياً.
التحضير: يُفضل استخدام أوراق الشاي الأخضر الطبيعية بدلاً من الأكياس التجارية للحصول على أعلى تركيز للمركبات الفعالة.
نصائح: تجنب شربه على معدة فارغة أو قبل النوم مباشرة (بسبب الكافيين).

ملاحظات هامة

رغم فوائده، لا يُعتبر الشاي الأخضر علاجاً بديلاً كاملاً لاضطرابات القلق.
يجب استخدامه كجزء من نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة، والنوم الكافي، وممارسة الرياضة، والدعم النفسي.
من الأفضل استشارة طبيب أو أخصائي نفسي قبل الاعتماد عليه إذا كنت تعاني من اضطراب قلق مزمن أو تتناول أدوية.

الشاي الأخضر ليس مجرد مشروب تقليدي، بل يحتوي على مركبات طبيعية تدعم صحة الدماغ وتقلل من الشعور بالقلق والتوتر. وفي حين لا يحل محل العلاج النفسي أو الدوائي، فإنه قد يشكّل إضافة مفيدة لنظام حياتك إذا كنت تسعى لتخفيف القلق بطريقة طبيعية وآمنة